المفردات:
فيكيدوا: فيحتالوا لإهلاكك حيلة ،وأصل الكيد: هو الاحتيال على إنسان لإيقاعه .
التفسير:
5{قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} .
ألهم الله يعقوب تأويل الرؤيا ،وفهم منها: أن يوسف سيكون له شأن عظيم في المستقبل ،حيث ترمز الكواكب الأحد عشر إلى: إخوته ،والشمس والقمر إلى: أبيه وأمه ،وأن الجميع سيعظمونه ويسجدون له سجود انحناء وتعظيم لا سجود عبادة .
وإذا أخبر إخوته بذلك ؛أدى إلى إثارة نوازع الحسد والغيرة والكيد ،والتدبير للإيذاء في خفاء ؛فربما أدى ذلك إلى هلاك يوسف أو إيذائه .والشيطان يوسوس للإنسان بالشر ويغريه بالمعصية ،وهو عدو مبين للإنسان .يستدرجه إلى المعصية استدراجا .قال تعالى:{إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} .( فاطر: 6 ) .
لذلك نهى يعقوب عليه السلام ابنه يوسف عن أن يقص رؤياه على إخوته ،وأمره أن يمسك عن الخوض في هذا الموضوع ،الذي يثير نوازع الحسد والغيرة ،ويحرك في إخوته دواعي الشر والإيذاء ليوسف .حيث الشيطان يستدرج الإنسان إلى المعصية ،وقد أشار يوسف في ختام القصة إلى ذلك حيث قال:{مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} .( يوسف: 100 ) .