{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي} ذكر المفسرون أن المراد بها السبع الطوال في أول سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس ،أو الأنفال مع التوبة بدلاً من يونس .ولكن المرويّ عن النبي( ص ) والأئمة من أهل البيت ،أن المراد بها سورة الفاتحة المشتملة على سبع آيات .أما كلمة المثاني ،فقد ذكر المفسرون بأنها مشتقّة من التثنية أو الثني بمعنى التكرير أو الإعادة لتكرر المعاني في آيات القرآن ،أو لتثنية قراءة الحمد في الصلاة ،أو لأنها تجمع بين الربوبية والعبودية ،أو لغير ذلك من المعاني المستوحاة من طبيعة الكلمة على أساس هذا الاشتقاق .
وذكر صاحب الميزان أن المثاني جمع مثنية اسم مفعول من الثني بمعنى اللوي والعطف والإعادة ،قال تعالى:{يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} [ هود:5] وسميت الآيات القرآنية مثاني لأن بعضها يوضح حال البعض ويلوي وينعطف عليه ،كما يشعر به قوله:{كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ} [ الزمر:23] حيث جمع بين كون الكتاب متشابهاً يشبه بعض آياته بعضاً وبين كون آياته مثاني ،وفي كلام النبي( ص ) في صفة القرآن: «يصدّق بعضه بعضاً » ،وعن علي( ع ) فيه: «ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض » ،أو هي جمع مثنى بمعنى التكرير والإعادة ،كنايةً عن بيان بعض الآيات ببعض[ 1] .
وقد لا يستطيع الإنسان الجزم بوجهٍ معيّن من هذه الوجوه المحتملة ،ما يجعل من الكلمة كلمةً محمّلةً ،لا سيّما إذا أردنا تطبيقها على سورة الفاتحة ،أو على السور السبع الطوال ،فلنترك أمرها لله .
{وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} الذي يمثّل الحجة الواضحة ،والبرهان القاطع ،الذي يوحي بالحق في الفكر والشريعة ،وفي المنهج الذي يخطط للإنسان وللحياة ،فليكن لك في ذلك الغنى كل الغنى والقوّة كل القوّة ،في بناء القاعدة ،وفي مواجهة الحياة ،وانطلق في طريقك بكل قوّةٍ وثباتٍ .