سبعا من المثاني: سورة الفاتحة .وبعضهم يقول: إنها سبع السور الطوال: البقرة ،آل عمران ،النساء ،المائدة ،الأنعام ،الأعراف ،ويونس .في ختام هذه السورة العظيمة يمن الله على الرسول الكريم أنه أعطاه القرآنَ العظيم ومنه السبعُ المثاني ،ويوصيه أن لا ينظر إلى ما عند غيره ،ويتواضع للمؤمنين ،ثم يخلُص إلى البيان السابق وهو أمرُ النبي عليه الصلاة والسلام أن يجهرَ بالدعوة ولا يحزنَ عليهم ولا يضيقَ صدرُه بما يقولون ،فإن الله تعالى كفاه أمْرَهم ،وسوف يعلمون ،وأمَرَه أن يعبد ربه حتى ينتهي أجلُه من هذه الحياة .
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المثاني والقرآن العظيم} .
ولقد أكرمناك أيها النبي ،بسبع آياتٍ من القرآن هي سورةُ الفاتحة التي تكررها في كل صلاة .وهذه السورة لها مكانتها الخاصة ،لأنها تشتمل على مجمل ما في القرآن .فمقاصد القرآن هي: بيانُ التوحيد ،وبيان الوعد والبشرى للمؤمنين ،وبيانُ الوعيد والإنذار للكافرين والمسيئين ،وبيانُ السعادة في الدنيا والآخرة ،وقصصُ الذين أطاعوا الله ففازوا ،والذين عصَوا فخابوا .
والفاتحة تشتمل بطريق الإيجاز والإشارة على هذه المقاصد ولذلك سميت «أم الكتاب » والسبع المثاني .