لا تمدن عينيك: لا تنظر أو لا تَتَمنَّ .
واخفض جناحك للمؤمنين: تواضع لهم .
وبعد أن عرف الله رسوله عظيم نِعمه عليه ،نهاه عن الرغبة في الدنيا فقال:
لا تتمنَّينَّ أيها الرسول ما جعلنا من زينة الدنيا متاعاً للأغنياء من اليهود والنصارى والمشرِكين ،فإن هذا كله زائلٌ وزهيد بالنسبة لما أُوتيتَه من كمال الاتصال بنا ومن القرآن العظيم .
والخطاب تعليمٌ للمؤمنين ،فقد رُوي أنه أتتْ من بُصرى الشام سبع قوافلَ لقريظة والنضير من اليهود في يوم واحد ،فيها أنواعُ البضائع من الطيِّب والجواهر والألبسة ،فقال المسلمون: لو كانت لنا لتقَوَّيْنا بها ،ولأنفقناها في سبيل الله .
فالله تعالى يعلّمهم أن هذا كلَّه لا قيمةَ له بالنسبة لما أُوتيتم ،«ولا تحزَن عليهم » بسبب استمرارهم على الغيّ والكفر ،وتواضعْ يا محمد لمن اتبعك من المؤمنين .