للرسالات أهداف واحدة
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الْطَّاغُوتَ} وهذا هو المنهج الذي أراد الله أن يحكم الحياة في حركة الناس ،فهو يرسل إلى الناس الرسول ،ليبلغهم رسالاته ،ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة ،في ما أعدّه لهم من عقل قادر على التخطيط والوصول إلى النتائج الكبيرة ،وما منحهم من إرادة وقدرة على الاختيار .
ولا تختلف الرسالات ولا الرسل ،في الخط العام الذي يحكم دعوتهم ،فهناك خطٌّ إيجابيٌّ يتعلق بالموقف من الله ،وهو أن يعبدوا الله وحده ،بكل ما تعنيه العبادة من التزام بإرادة الله وأوامره ونواهيه ،في كل شيء ،مهما كان صغيراً .وهناك خط سلبي يتعلق بالموقف من الناس ،وهو أن يجتنبوا الطاغوت ،بكل ما توحي به الكلمة من نهج الطغيان في الحكم والشريعة والمنهج والموقف والشخص ،الذي لا يلتقي بالله من قريبٍ أو من بعيد .وبهذا يكون كل ما عدا الله طاغوتاً ،بينما يكون الالتزام بالنهج الذي حدده الوحي ،عبادةً لله وخضوعاً له .
{فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ} بما هيّأه من وسائل الهداية التي تؤمّن الوصول إلى سواء السبيل{وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} وثبتت في حياتهم ،لأخذهم بأسباب الضلالة ،التي جعلت من خلالهم نتيجة حتميةً تفرضها علاقة المسببات بالأسباب .وهذه سنة الله في عالم الهداية والضلال ،فاقرأوها في ساحة الحياة وتاريخ السابقين ،وتعرّفوا النتائج السلبية للضلال وللتكذيب .{فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} في ما أنزله الله عليهم من عذاب .