{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} ،من البنات وغير البنات ،دون تبرير نسبة ذلك إليه ،في كلمات لا مسؤولة ولا معنى لها ،ولا هدف من ورائها ،غير تعمد الإساءة إلى الله في تلك الكلمات ،وهو أصل يكاد يكون غير مفهوم ؛لأنهم لا ينكرون ألوهيته ،الأمر الذي يفرض احترامه وإجلاله ،ولكنه الجهل ،الذي يؤدّي بأصحابه إلى الهلاك .
{وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى} ،ذلك أن الكذب يطبع سلوكهم وحياتهم ،في كل ما يقولونه عن الله ،وعن الناس ،وعن أنفسهم ؛لأنّ الذين لا يلتزمون بالحق في العقيدة ،ولا يتحملون مسؤولية البحث عنه ،لا يمكن أن يحترموا الحقيقة في كلامهم ،على حساب نوازعهم الذاتية ،وشهواتهم ومطامعهم التي ينطلقون منها ،ويقررون على أساسها أن لهم الحسنى .وربما كان المراد بها: الجنة ،التي قد يرون أنهم يستحقونها ،دون حجة تؤكد ذلك أو علم .ولكن الله يواجههم بالحقيقة الصارخة المنطلقة من شركهم وضلالهم وتمرّدهم على الله سبحانه ،{لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ وَأَنَّهُمْ مُّفْرَطُونَ} ،أي: السابقون المقدّمون إلى عذاب النار ؛لأن الفرط هو السبق ،والمفرط هو ما يقدم ليسبق فلا يؤجّل .