{مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ} لأن إنجاب الولد ينطلق من موقع الحاجة ،وهو أمر لا يتناسب مع غنى الله المطلق عن كل شيء ،فأيّة حاجة به إلى الولد ،وهو الذي لا يختلف مراده عن إرادته ،{إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} ما يجعل لبنّوته لله فرضية لا معنى لها في حساب الفكر ،ولا موقع لها في حركة الواقع .
وقد واجه عيسى هذه الفكرة مواجهةً كاملةً واضحةً ،وذلك بدعوة الناس إلى عبادة الله وحده ،باعتبار أنه ربه وربهم ،ما يؤكد معنى العبودية لله في شخصه بالذات ،وفي الناس الآخرين ،ما يلغي أيّ نقاش حول ربوبيته ،أو وجود بعض أسرار الألوهية في شخصيته ،بل هو عبد الله ،كما أن الآخرين عبيد له .