{مَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ اللَّهِ} من هؤلاء المؤمنين الذين أحسنوا السير في خط الإيمان في الفكر والعمل ،وراقبوا الله في سرّهم وعلانيتهم ،ورأوا في ذلك فرصةً للقاء الله في الدار الآخرة للحصول على رضوانه ،والدخول في جنته ،ولذا فإنهم يرجون ذلك ويحبونه وينتظرونه ،إذ لا سبب لديهم يدعوهم إلى الخوف من ذلك ،لأنهم لن يجدوا أيّة مشكلةٍ في لقاء الله والوقوف بين يديه ،في لحظة الحساب التي يواجه فيها الناس نتائج مسؤوليتهم عن أعمالهم في الدنيا ،في ما قدموه من خير أو شر .
{فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآت} في الوقت المحدّد له ،فليعمل الإنسان في الدائرة الإيمانية التي يريد الله أن يتحرك فيها ،في ما يقوله ويعبر عن سرّه الخفي ،وفي ما يتحرك به في عمله ،فسيحفظ الله له ذلك كله ،ولن يضيع من عمله شيء{وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الذي يسمع ما يقوله عباده في سرّهم وعلانيتهم ،ويعلم ما تخفيه صدورهم من نواياهم وأفكارهم .