وهذا حديثٌ عن سليمان الذي تميزت حياته بالملك الواسع ،والقوّة الكبيرة ،فقد سخّر الله له ما لم يسخّرهمن الناحية الفعليةلأحدٍ من الأنبياء قبله ،ولكن ذلك لم يبعده عن روحانية العلاقة بالله في خط الرسالة ،وعن تقوى الممارسة العملية في طاعة الله .
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُدَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ} في إحساسه بالعبودية لله ،كصفةٍ ذاتيةٍ يعيشها في أعماقه فكرياً وشعوريّاً ،بحيث تتحول إلى خطٍّ عمليٍّ في حياته{إِنَّهُ أَوَّابٌ} مقبلٌ على الله ،مرتبطٌ به ،منفتحٌ عليه في كل أموره في ما تعنيه هذه الكلمة من المبالغة في الرجوع إليه ،باعتباره الوجهة الوحيدة التي يتوجّه إليها في كل علاقاته وقضاياه .