فالآية ...تزفّ البشرى لداود في أنّه سيرزق بولد صالح هو سليمان ،وسيتولّى الحكم وأعباء الرسالة من بعده ،وتقول: ( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنّه أوّاب ) .
هذه الجملة تبيّن عظمة مقام سليمان ،ويحتمل كونها ردّاً على الاتهامات القبيحة والعارية من الصحّة الواردة في التوراة المحرّفة عن ولادة سليمان من زوجة أوريا ،والتي كانت شائعة في المجتمع قبل نزول القرآن .
فعبارة ( وهبنا ) من جهة و ( نعم العبد ) من جهة أخرى ،وللتعليل ( إنّه أوّاب ) أي ( الشخص المطيع لله والممتثل لأوامره ،والذي يتوب إلى الباري عزّ وجلّ إثر أبسط غفلة أو زلّة ) من جهة ثالثة ،كلّها تدلّ على عظمة مقام هذا النّبي الكبير .
وعبارة ( إنّه أوّاب ) هي نفس العبارة التي جاءت بحقّ والده داود في الآية ( 17 ) من نفس السورة ،ورغم أنّ كلمة ( أوّاب ) صيغة مبالغة وتعني كثير الرجوع وغير محدودة ،فإنّها هنا تعني العودة لطاعة الأمر الإلهي ،العودة إلى الحقّ والعدالة ،العودة من الغفلة وترك العمل بالأولى .