{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} فهناك يرجع الناس إلى ربهم ليعودوا إليه كما بدأهم أوّل مرّة ،ليواجهوا حكمه المبرم ،فهو الحاكم في يوم القيامة ،ولا حاكم غيره ،لأنه هو المالك ليوم الدين وللناس أجمعين ،{أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} فلا يحتاج إلى وقتٍ للحساب ،لأن الأرقام كلّها حاضرة عنده ،مجموعةٌ لديه ،ولا بد للإنسان من أن يتوقف عند كلمة{أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ} ليختزن في وعيه دائماً معنى حاكمية الله في الوجود ،فيستوعب الفكرة كقاعدةٍ للتصور الإسلامي في الانطلاق من أمر الله ونهيه في شرعية الأفعال والكلمات والمواقف والانتماءات ،لأنّ الحكم حكمه ،والشرعيّة شرعيته ،وفي التوجّه إليه في حكاية الثواب والعقاب ،لأن المصير إليه والأمر بيده ،فلا حاكم سواه في يوم الجزاء .
الله هو الحق
4{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ} إن التعبير بالحق كصفةٍ من صفات الله كان من جهة أن الكلمة تمثل الثبوت ،واللهوحدههو الذي يملكفي ذاته وصفاتهالثبوت كله ،فلا مجال لعروض الزوال عليه في ذلك كله ،ولا لطروء التغير والانتقال في وجوده ،بينما لا يملك أي مخلوقٍ هذه الخصوصية .