ولكنّ هؤلاء القوم الذين أنزل عليهم القرآن ،لم يستجيبوا لهذه الدعوة المنفتحة ..فقد كذّبوا بالقرآن ،وهو الحقّ الذي لا شكّ فيه ،أمّا دور الرسول( ص ) فإنّه ينتهي عند حدّ الإبلاغ والإِنذار ،من خلال صفته الرسوليّة ..{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} فليست له أيّة مسؤوليّةٍ مباشرة للضغط عليهم ،فليفعلوا ما يشاؤون ..فإنهم يتحملون مسؤوليّة أنفسهم ،فسيواجهونها في المستقبل عندما تتحرك الإرادة الإلهيّة لتصل بالأشياء إلى نهاياتها ويلتقي الناس بنتائج أعمالهم على قاعدة العقاب والثواب ،وبذلك تنفتح لهم آفاق المعرفة ،في ما يحبون ،وفي ما لا يحبون .