لتّفسير
تكمل هاتان الآيتان البحث الذي جرى في الآيات السابقة عن الدعوة إِلى الله والمعاد وحقائق الإِسلام والخشية من عقاب الله .
الآية الأُولى: تخبر رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّ قومهأي قريش وأهل مكّةلم يصدقوا ما يقول مع أنّه صدق وحق وتؤكّده الأدلة العقلية المختلفة والفطرية: ( وكذب به قومك وهو الحق ){[1203]} ثمّ يصدر الأمر إِلى رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( قل لست عليكم بوكيل ) أي إِنّما أنا رسول ولست أضمن قبولكم .
في الآيات الكثيرة المشابهة لهذه الآية ( كالآيات 107الأنعام ،108يونس ،41الزمر ،6الشورى ) يتبيّن أنّ المقصود من «وكيل » في هذه المواضع هو المسؤول عن الهداية العملية للأفراد والضامن لهملذلك فإنّ رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لهم في هذه الآية: إِنّ الأمر يعود إِليكم ،فأنتم الذين يجب أن تتخذوا القرار النهائي في قبول الحقيقة أو ردّها ،فما أنا إِلاّ رسول أُبلغ رسالة الله .