وفجأةً أشرقت الشمس بأشعتها الذهبيّة الدافئة فأخذت عليه وجدانه ..{فَلَماَّ رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ} فأين حجم الشمس ،من حجم القمر والكواكب ؟!فلا بد من أن تكون هي الإله الذي يبحث عنه ،لأنها تتميّز عنهما بصفات كثيرة ،وبدأ يتابعها وهي تتوهّج وتشتعل ،وتملأ الكون كله دفئاً وحياةً وإشراقاً وجمالاً ،فإذا به يهتزّ ويتحرّك في قوّةٍ وامتدادٍ وحيويّة دافقة ،ولكن ،ماذا ؟وبدأ يفكر ،فها هي تبهت وتبرد وتكاد تتضاءل ..ثم تغيب وتأفل ..وتترك الكون في ظلام دامسٍ ،فكيف يمكن أن تكون إلهاً تعيش الحياة في قدرته وقوّته ما دامت تغيب مع المجهول تاركةً الكون كله في ظلام وفراغ ؟وأطلق الصرخة فيمن حوله من هؤلاء الناس الذين يعبدون الكواكب والقمر والشمس في ما خيّل له ،في وقتٍ من الأوقات ،أنه الحقيقة المطلقة التي لا يعتريها شك ولا ريب:{فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} من هذه المخلوقات التي انطلقت من العدم ،ولا يزال العدم يعشش في كل حركةٍ من حركاتها ،أو خطوةٍ من خطواتها ،وتمرّد على كل هذه الاتجاهات الإشراكية ،لأن الله لا يمكن أن يكون هذه الأشياء المحدودة ،بل لا بد من أن يكون شيئاً أعظم من ذلك وأكبر ،في القوّة والقدرة:{إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَواتِ وَالأرْضَ} .