{وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَآئِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} وهن اللاتي انقطع الحيض عنهن ،فلم يرين منه شيئاً ،وحصل الريب في سبب انقطاعه ،هل هو لعارضٍ صحي ،أو لبلوغهن سن اليأس ،ولم يمكن الرجوع إلى قاعدةٍ حاسمةٍ للتمييز بين الاحتمالين ،{فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ} بدلاً من الرجوع إلى الإقراء في الحالات الطبيعية .{وَاللاّتِي لَمْ يَحِضْنَ} أي لم يأتهن الحيض فعلاً ،وهن في السن التي تفرض مجيء الحيض بشكل طبيعي ،لولا العارض الطارىء الذي منع من ذلك ،فإنهن يأخذن العدة على أساس الثلاثة أشهر .{وَأُوْلاتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} سواء قل الزمن أو كثر ،وربما كان ذلك على أساس أن العدة في حكمتها كانت لاستبراء الرحم من الحمل ،فإذا كانت المرأة حاملاً ووضعت حملها ،فلا موجب للعدة بعد ذلك .
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ} في ما يأخذ به من حدود الله التي وضعها لتنظيم شؤون عباده ،{يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} في ما تتضمنه التشريعات من تيسير شؤون الناس على أساس القاعدة السهلة السمحة في الشريعة ،وفي نطاق الوعد الإلهي بتسهيل أمور المتقين في ما يستقبلونه في حياتهم من الصعاب والمشقات ،رأفةً بهم وتشجيعاً لهم على فعل الخير ،والتزام التقوى .