{عِوَجاً}: العَوَج: العطف عن حال الانتصاب ،وهو يقال في ما يدرك بالبصر سهلاً كالخشب المنتصب ونحوه ،والعِوَج يقال في ما يدرك بالفكر والبصيرة كما يكون في أرض بسيطٍ يُعرف تفاوته بالبصيرة ،وكالدين والمعاش
{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} بوسائل الخداع والضغط ،فيبعدونهم عن سبيل الله في العقيدة والعمل ،ويمنعونهم عن السير في هذا الاتجاه ،{وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} ويريدونها منحرفةً تتحرك في اعوجاجٍ وانحرافٍ في ما يثيرونه من شكوك وشبهات ،وما يحركونه من غرائز وشبهاتٍ .{وَهُم بِالآخرةِ كَافِرُونَ} .وهذا هو السرّ في الانحراف الفكري والعملي ،لأن الكفر بالآخرة يبعد الإنسان عن الشعور بالمسؤولية الذي يدفعه إلى تركيز البحث في العقيدة على أساسٍ متين ،ويدفع العمل في اتجاه الصراط المستقيم ،بينما يثير الإيمان بها الحركة الفكرية في اتجاه تصحيح المنهج والمسار والهدف ...
أهل الأعراف
ويهدأ الحوار ريثما يتدخل جماعةٌ آخرون ،وهم أهل الأعراف الذين اختلفت أقوال المفسرين فيهم ،وأبرز ما ورد فيهم قولان ؛القول الأول: إنهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ،فلم تترجح حسناتهم حتى يدخلوا الجنة ،ولا غلبت سيئاتهم حتى يؤمروا بدخول النار ؛فأوقفهم الله تعالى على هذه الأعراف لكونها درجةً متوسطة بين الجنة والنار ،ثم يدخلهم الجنة برحمته ...القول الثاني: إنهم رجال من أهل المنزلة والكرامة مع اختلاف في تحديد شخصيتهم ،بين من يقول: إنهم الأنبياء ،ومن يقول: إنهم الشهداء على الأعمال ،أو العلماء والفقهاء ...واختلفوا في تحديد الأعراف على أقوال منها إنه شيءٌ مشرفٌ على الفريقين ،ومنها إنه تلٌّ بين الجنة والنار جلس عليه ناس من أهل الذنوب .