{يُحْمَى}: الإحماء: جعل الشيء حاراً في الإحساس وهو فوق الإسخان .
{فَتُكْوَى}: الكي: إلصاق الشيء الحار بالعضو من البدن .
{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ} لتتحول كل تلك الكنوز التي ادخروها ومنعوها عن أهلها إلى نار تحرق الجباه والظهور والجُنُوب ،{فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ} ويقال لهم في تلك الحال ،إننا لم نظلمكم ولم نأت لكم بشيء من عندنا ،بل كل هذا الذي ترونه ،هو ما جمعتموه من المال في الدنيا ،فتحوّل إلى لهيب في الآخرة ،{هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ} ومنعتموه عن الآخرين البائسين المحرومين{فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} لأن الإنسان لا يجني إلا ثمرة عمله ؛إن خيراً فخير ،وإن شرّاً فشر .
اَية الكنز عامة وشاملة لكل الناس
وفي ضوء هذا العرض الذي قدمناه ،نفهم أن الآية لا تختص بأهل الكتاب ،وإن جاءت في سياق الحديث عنهم ،بل هي شاملة لكل الناس ،لأنها في معرض الحديث عن الظواهر العامّة التي تمثِّل المبادىء الشاملة لكل أوضاع الحياة .كما أنها لا تختص بزمانٍ دون زمانٍ ،فإن مثل هذه القضايا لا تمثل شريعةً محدودةً لتنسخها شريعةٌ أخرى ،بل هي شريعةُ الحياة في ما تحتاجه من قواعد للانطلاق والإبداع والاستمرار .