{يَلْمِزُونَ}: يعيبون .
{الْمُطَّوِّعِينَ}: المتطوعين ،الذين يتطوعون بالعطاء .
مناسبة النزول
جاء في أسباب النزول ،في قوله تعالى:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ} الآية ،أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن ابن مسعود قال: لما نزلت آية الصدقة كنّا نتحامل على ظهورنا ،فجاء رجلٌ فتصدق بشيءٍ كثير فقالوا: مُراءٍ ،وجاء أبو عقيل بنصف صاعٍ ،فقال المنافقون: إنَّ الله لغنيٌّ عن صدقة هذا ،فنزلت الآية .
وهكذا نجد في هذا الحديث كيف كان هؤلاء المنافقون يعملون على بلبلة الموقف في المجتمع الإسلامي ،من أجل أن يمتنع المسلمون الذين يندفعون إلى التضحية بأموالهم عن ذلك ،عندما يعيشون الإيحاء بأنه لا يلقى أيّ صدى في التقييم الإيماني ،بل قد يلقى أصداءً مضادة ،وذلك من خلال اتهامهم بالرياء أو الإيحاء لهم بأن مثل ذلك لا جدوى له ،لأن الله لا يحتاج صدقة الناس لإعلاء دينه ،أو لمعونة عباده ،ما يؤدّي إلى ضعف المواقف ،واهتزاز المواقع وابتعاد المسلمين عن الاندفاع في المشاركة في العمل الاجتماعي والجهادي العامّ .وبهذا نستطيع أن نحكم على حجم الجريمة التي يقوم بها هؤلاء في هذا السبيل ،ونعرف من خلال ذلك خلفيّات هذه الأعمال ،في ما تنطوي عليه قلوبهم من الكفر بالله والتمرّد على رسوله .