/م54
المفردات:
موعدا: يوم القيامة
موئلا: ملجأ ومنجى .
التفسير:
58-{وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب ...}
إن رحمة الله واسعة ،وفضله عظيم ،وبابه مفتوح للتائبين ،فلو أن هؤلاء المشركين تابوا وأنابوا ؛لغفر الله لهم .
وهو سبحانه يمهل ولا يهمل ،ويترك الكفار والعصاة زمانا طويلا ؛لعلهم أن يتوبوا ويؤمنوا .
ولو قابل الله عنادهم وكفرهم وجحودهم آيات الله بما يستحقون ؛لأنزل بهم العذاب عاجلا كما فعل مع أمم سابقة ؛عجل لها عذاب الدنيا .
قال تعالى:{وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} .( الأنفال: 33 ) .
فقد أكرم الله كفار مكة برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم ينزل بهم العذاب ؛لوجوده بينهم من جهة ،وأملا في استغفارهم وتوبتهم من جهة أخرى .
{بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا} .
موعد في الدنيا يحل بهم فيه شيء من العذاب ،وموعد في الآخرة يوفّون فيه الحساب ،ليس لهم عنه محيص ولا محيد ولا مكان يعتصمون به ،ولا ملجأ يلتجئون إليه .