/م49
50-{قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} .
أي: هذا طبع في الإنسان ،السابق فيه مثل اللاحق ،فالذين سبقوا ادعوا أنهم أهل للفضل والمال والغنى ،فهذا قارون قد قال:{إنما أوتيته على علم عندي ...} ( القصص: 78 ) .
وهذا فرعون قد تألّه وتجبر وقال:{أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ...}( الزخرف: 51 ) .
وقال أيضا متطاولا على مقام النبوة:{أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين} . ( الزخرف: 52 ) .
كما قال النمرود:{أنا أحيى وأميت ...} ( البقرة: 258 ) .
وصدق الله العظيم:{كلا إن الإنسان ليطغى * أن رؤاه استغنى} . ( العلق: 6 ، 7 ) .
{فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} .
أي: إن الكفار السابقين ،حيث عتوا عن أمر ربهم ،وتطاولوا على مقام النبوة ،{وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين} . ( سبأ: 35 ) .لم ينفعهم هذا القول شيئا حين نزل العذاب بساحتهم ،فقد غرق قوم نوح بالطوفان ،وأهلكت ثمود بالصيحة المهلكة ،وأهلكت عاد بريح صرصر عاتية ،وأغرق فرعون وهامان ،ولم ينفعهم الملك ولا المال ولا الجاه ولا السلطان .