/م25
المفردات:
الذين كفروا: مشركو مكة .
لا تسمعوا: لا تأخذوا بهذا القرآن .
والغوا فيه: شوّشوا عليه بالصفير والتصفيق ،حتى يصير لغوا ،ولا يستفيد به أحد .
التفسير:
26-{وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} .
كان القرآن يأخذ سبيله إلى القلوب والعقول ،ونطق بعض الكفار بأن للقرآن حلاوة ،وله طلاوة ،وأعلاه مثمر ،وهو فوق طاقة البشر ،كل ذلك أرجف قلوب المشركين ،وجعلهم يتواصون بعدم الاستماع إلى القرآن ،وصَرْف الأتباع والصغار عن الاستماع إليه ،بل والانشغال بما يشوّش على القرآن ،كالصفير والتصفيق ،وبذلك يتحوّل القرآن من أصوات مسموعة وجُمل مفهومة إلى لغو غير مفهوم ،كل ذلك رغبة منهم في غلبة القرآن وقهر الإسلام .
حتى قال أبو جهل: إذا قرأ محمد فصيحوا في وجهه حتى لا يدري ما يقول ،كل ذلك يدل على خوف قريش من القرآن ،ومن الرسول الأمين ،ولكن الله تعالى أتمّ دينه ،ونصر رسوله ،ويسر له الهجرة إلى المدينة ،والعودة إلى مكة فاتحا منتصرا ،{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون} .( يوسف:21 ) .