/م21
المفردات:
مشفقين: خائفين خوفا شديدا من العذاب .
وهو واقع بهم: والعذاب واقع بهم لا محالة .
روضات الجنات: أطيب بقاعها وأعلى منازلها وأنزهها .
التفسير:
22-{ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير} .
في يوم القيامة ترى أمرين مختلفين:
( أ ) الظالمون خائفون مشفقون من أعمالهم التي عملوها ،إنها غول يطاردهم يوم القيامة ،فطالما استمتعوا بالمعاصي وتلذذوا بالموبقات ،وهي الآن شيء فظيع يطاردهم وهم خائفون من عقاب خطاياهم ،وسيقع العذاب بهم خافوا أم صبروا .
( ب ) المؤمنون في أعلى منازل الجنة وروضاتها يتمتعون بالثمار والأشجار ،وعزف الأوتار ،وضيافة الجبار ،ولهم ما يشاءون عند ربهم ،حيث يكرمهم ويلبي رغباتهم ،وهذا هو الفضل الكبير الذي يكافئ الله به المؤمنين ،حيث يحل عليهم رضوان الله فلا يسخط عليهم أبدا ،وحيث يتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم كما ورد في صحيح مسلم .
وروى الشيخان ،عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله عز وجل يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة ،فيقولون: لبيك ربنا وسعديك ،والخير في يديك ،فيقول: هل رضيتم ؟فيقولون: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ،فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك ؟فيقول: أحل عليكم رضواني ،فلا أسخط عليكم بعده أبدا )8 ( متفق عليه ) .