/م57
المفردات:
مثلا: آية وعبرة عجيبة كالمثل في غرابته ،حيث كان من غير أب .
التفسير:
59-{إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} .
عيسى ابن مريم عبد كسائر العباد من عباد الرحمان ،فهو بشر أنعم الله عليه ،حيث خلقه من غير أب ،وأكرمه بالرسالة والنبوة ،وأعطاه طائفة من المعجزات: فهو يشفي المرضى بإذن الله ،ويبرئ الكمه13 والأبرص بإذن الله ،وهو يحيي الموتى بإذن الله ،لقد أراد الله أن يجعل منه نموذجا وعبرة لبني إسرائيل يستدلون بها على قدرة الله تعالى .
قال الرازي:
أي: صيّرناه عبرة عجيبة كالمثل السائر ،حيث خلقناه من غير أب كما خلقنا آدم .
قال تعالى:{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} .( آل عمران: 59 ) .
فعيسى إذن ليس بإله ،وليس ابنا لإله كما زعم الزاعمون .
قال تعالى:{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا ( 88 ) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ( 89 ) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ( 90 ) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ( 91 ) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ( 92 ) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ( 93 )} .( مريم: 88-93 ) .