/م43
التفسير:
58 ،59-{فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون} .
لقد يسرنا القرآن للذكر ،وأنزلناه بلسانك يا محمد باللغة العربية .
قال تعالى:{وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ...} ( إبراهيم: 4 ) .
ومن أسباب التقارب أن يكون الرسول بشرا مثل البشر ،وأن يتكلم بلغة قومه ولسانهم ،ليكون خبيرا بلغتهم وأفكارهم ؛فيحاورهم ويناقشهم ،ويأخذوا عنه ويستفهموا منه ،والقلوب النظيفة هي التي تستجيب للهدى ،ودواعي الإيمان .
ومعنى الآية:
إنما أنزلنا القرآن عربيا مبينا على نبي عربي ،صاحب لسان عربي ،ولأمة عربية علّها أن تتفهم المراد ،وتعي دورها ومسئوليتها في فهم الذكر والتخلق بأخلاق القرآن وهديه .
قال تعالى:{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ...} ( النحل: 44 ) .
فالرسول صلى الله عليه وسلم مهبط الوحي ،واختيار السماء ،وخاتم الرسل ،وبه خاطبت السماء الأرض ،ومن خلاله نزل وحي الله وكتابه الكريم ليكون خاتم الكتب ،ينزل على خاتم الرسل ،لعل قومه يتذكرون معاني الألوهية والتوحيد ،وشرف الإيمان بالوحي والاهتداء به وحمله إلى الناس .
قال تعالى:{وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} .( الزخرف: 44 ) .