/م8
المفردات:
وتعزروه: وتنصروه .
وتوقروه: وتعظموه .
وتسبحوه: وتنزهوه ،وتصلوا عليه .
بكرة وأصيلا: غدوة وعشيا ،أي: أول النهار وآخره ،والمراد: جميع النهار ،إذ من سنن العرب أن يذكروا طرفي الشيء ،يريدون بذلك جميعه ،كما يقال: شرقا وغربا ،لجميع الدنيا .
التفسير:
9-{لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا} .
أرسلنا رسولا من أجل أن تؤمنوا أيها المؤمنون بالله ربا ،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .
{وتعزروه} .بالاستجابة لدينه والإيمان برسوله ،وتقويته ونصره ،والانضمام تحت لوائه .
{وتوقروه} .تعظموه .
{وتسبحوه} .تنزهوه عما لا يليق ،فالله سبحانه وتعالى متصف إجمالا بكل كمال ،ومنزه عن كل نقص ،والتسبيح ذكر الله ،مثل: سبحان الله ،والحمد لله ،ولا إله إلا الله ،والله أكبر ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
{بكرة وأصيلا} .أول النهار وآخره ،وقيل: البكرة والأصيل جميع النهار ،ويكنى بالتعبير عن جميع الشيء بطرفيه .
وقال ابن عباس: المراد بهما صلوات الفجر والظهر والعصر .
قال القاسمي في تفسير الآية ما يأتي:
والضمائر كلها على ما ذكرنا لله ،وجُوّز إعادة الأولين للرسول ،والأخير لله ،إلا أن فيه تفكيكا .اه .
وقال القرطبي في تفسيره:
والهاء في قوله تعالى:{وتعزروه وتوقروه ...} للنبي صلى الله عليه وسلم ،وهنا وقف تام ،ثم تبتدئ بقوله تعالى:{وتسبحوه} .أي: تسبحوا الله بكرة وأصيلا .
وقيل: الضمائر كلها لله تعالى ،فعلى هذا يكون تأويل:{وتعزروه وتوقروه ...} أي: تثبتوا له صحة الربوبية ،وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك .اه .