/44
المفردات:
عذابا دون ذلك: عذابا في الدنيا قبل عذاب الآخرة ،مثل الجوع والقحط سبع سنين ،أو القتل يوم بدر ،أو عذاب القبر .
ولكن أكثرهم لا يعلمون: أن العذاب نازل بهم في الدنيا قبل الآخرة .
التفسير:
47-{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} .
وإن لكل الظالمين عذابا قبل يوم القيامة ،ومنهم كفار مكة ،فلهم عذاب في القبر أو عذاب يوم بدر ،أو ما أنزل الله بهم من مجاعة وحاجة ،أو ما أصابهم من هزائم وخزي وهوان ،حتى ذلّ الشرك وأهله ،وانتصر الإسلام وأهله ،ففُتحت مكة والطائف ،وعمّ الإسلام بلاد العرب ،وأخذ طريقه إلى الشرق والغرب والشمال والجنوب .
وهكذا نجد أن العذاب ينتظرهم يوم القيامة ،وقبل يوم القيامة ،ولكنهم لاهون غافلون ،لا يعلمون هول ما ينتظرهم ،وبعضهم يعلم غير أنه يُصر على الكفر والضلال عنادا وجحودا .
والمراد بالأكثر الكلّ ،على عادة العرب حيث تعبّر عن الكل بالأكثر ،أو هم في أكثر أحوالهم لم يعلموا .
ونظير الآية قوله تعالى:{ولَنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون} .( السجدة: 21 ) .
والمراد أن الكفار لا يعتبرون ولا يتعظون ،ولو كشف عنهم البلاء لعادوا إلى أسوأ ما كانوا عليه .
قال تعالى:{ولو رُدّوا لعادوا لِما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون} ( الأنعام: 28 )