المفردات:
النشأة الأولى: خلقكم من نطفة ،ثم جعلكم علقة ثم مضغة ثم عظاما ،ثم كسا العظام لحما ،ثم أنشأه الله خلقا آخر ،أو خلق آدم ونشأته من تراب .
التفسير:
62-{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ} .
أي: ولقد أيقنتم أن الله سبحانه وتعالى أنشأكم النشأة الأولى ،حيث خلقكم من نطفة ،ثم من علقة ،ثم من مضغة ،ثم من عظام ،ثم كسا العظام لحما ،ثم نفخ فيه الروح فصار خلقا سويّا .
فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ .فهلا تعتبرون وتفكرون بأن القادر على البدء قادر على الإعادة .
قال تعالى:{كما بدأنا أوّل خلق نعيده ...}( الأنبياء: 104 ) .
قال قتادة: النشأة الأولى هي خلق آدم من تراب ،فهلا تتذكرون أن من قدر عليها فهو على النشأة الأخرى أقوى وأقدر .
وفي الخبر:"عجبا كل العجب للمكذب بالنشأة الآخرة ،وهو يرى النشأة الأولى ،وعجبا للمصدّق بالنشأة الآخرة ،وهو لا يسعى لدار القرار ".
وقد ساق القرآن عددا من الأدلة على وجوب البعث .
قال تعالى:{وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} .( يس: 78-83 ) .
وقال سبحانه وتعالى:{أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا} .( مريم: 67 ) .
وقال عز شأنه:{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} .( القيامة: 37-40 ) .