/م20
المفردات:
يوادون من حاد الله: يصادقون .
ولو كانوا آباءهم: ولو كان المحادون أقرب الناس إليهم .
أو عشيرتهم: العشيرة هي القبيلة ،والجمع عشيرات وعشائر .
كتب في قلوبهم الإيمان: أثبت الإيمان في قلوبهم .
أيدهم: قوّاهم .
بروح منه: بنور من عند الله يقذفه في القلوب ،فتطمئن وتسكن .
حزب الله: جنده وأنصار دينه ،يتبعون أمره ويجتنبون نهيه .
هم المفلحون: الفائزون بخير الدّارين .
أسباب نزول الآية 22
{لَا تَجِدُ قَوْمًا ...}
أخرج ابن أبي حاتم ،والطبراني ،وأبو نعيم في الحلية ،والبيهقي في سننه ،عن ابن عباس عن عبد الله بن شوذب ،قال: نزلت هذه الآية في عبيدة بن الجراح حين قتل أباه يوم بدر ،فنزل قوله تعالى:
{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ ...} الآية .
وقال الرازي: إن الأكثرين اتفقوا على أن قوله تعالى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا} ... نزل في حاطب بن أبي بلتعة ،وإخباره أهل مكة بمسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم لما أراد فتح مكة .
التفسير:
22-{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
لا ينبغي ولا يجوز لمن آمن بالله ربّا ،وبالإسلام دينا ،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ،أن يجمع في قلبه بين الإيمان بالله واليوم الآخر ،وبين حب الكافرين الفاسقين ،لأن من أحب الله ورسوله كره عدوهما من الكفار والفسّاق والمنافقين ،ولو كان هذا الكافر أقرب الناس إليه ،كالأب والابن والأخ والقريب من العشيرة ،هؤلاء هم المؤمنون الصادقون الذين أخلصوا إيمانهم لله ،واستعلوا بإيمانهم على موالاة أعداء الله مهما كانت قرابتهم .
أولئك ثبَّت الله الإيمان في قلوبهم ،كما يثبت القول والعهد بكتابته ،ومنحهم الرضا والتوفيق ،والهدى والروح الطاهرة المتصلة بالله ،وأعد لهم في الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار ،فيها نعيم مقيم ،وخلود أبدي سرمدي ،مع قربهم من الله تعالى ورضوانه عنهم ،فقد فقدوا مودة آبائهم وأقاربهم من أجل مرضاة الله ،فعوضهم الله رضوانه عليهم ،فلا يسخط عليهم أبدا ،ومنحهم الرضا بالجنة ونعميها ،والرضا لقربهم من ربهم ومحبته ،فيا لها من نعمة ،نعمة الرضا المتبادل بينهم وبين ربهم وخالقهم ،الرضا بين العبد الفاني والإله الباقي ،الرضا بين المخلوق الضعيف والخالق القوي المتين ،الرضا بين مؤمن أرضى ربه في الدنيا فأرضاه الله في الآخرة .
{أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
هؤلاء أحباب الله وأولياؤه ،وأهل رضاه ومحبته ،ومن كان في طريق الله ومرضاته فإنه أهل للفلاح والنجاح ،والفوز في الدنيا ،والسعادة في الآخرة .
في أعقاب تفسر الآية
قال ابن كثير في تفسيره:
نزلت هذه الآية في أبي عبيدة قتل أباه يوم بدر ،وفي أبي بكر الصديق همَّ يومئذ بقتل ابنه عبد الرحمن ،وفي مصعب بن عمير قتل أخاه عبيد بن عمير يومئذ ،وفي عمر بن الخطاب قتل قريبا له يومئذ ،وفي حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث قتلوا عتبة وشيبة والوليد بن عتبة يومئذ .1ه .
أي أن منهم من قتل أباه ،ومنهم من قتل ابنه ،ومنهم من قتل أخاه ،ومنهم من قتل قريبا له ،ومنهم من قتل بعض أفراد عشيرته وأسرته ؛فأنزل الله تعالى:{وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ...}
ومعنى هذا أن الله أنزل هذه الآية فيهم ،أي أنها مما ينطبق معناها عليهم ،ومما يشرح بعض مدلول الآية ،فقد قال علماء علوم القرآن: ( العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ) ،أي أن الآية عامة في كل مؤمن يجعل مودَّته وطاعته وإخلاصه لله ،ولا يوالي أي قريب أو حبيب إذا كان من أعداء الله ،والآية مع ذلك تنطبق على أفراد من الصحابة قتلوا بعض أقاربهم مرضاة لله تعالى في غزوة بدر ،أو في غيرها من المواقع .
من تفسير القاسمي بتصرف
تنبيهات
الأول:
من أشباه هذه الآية قوله تعالى:{لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ...}( آل عمران: 28 ) .
وقوله تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} .( التوبة: 24 ) .
قال ابن كثير:
ومن هذا القبيل حيث استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في أسارى بدر ،فأشار الصديق بأن يُفادوا ،فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين ،وهم بنو العم والعشيرة ،ولعل الله تعالى أن يهديهم ،وقال عمر: لا أرى يا رسول الله ،هل تمكنني من فلان – قريب لعمر – فأقتله ،وتمكن عليا من عقيل ،وتمكن فلانا من فلان ،ليعلم الله أنه ليست في قلوبنا موادة للمشركين ؟.
الثاني:
قال ابن كثير: في قوله تعالى:{رضي الله عنهم ورضوا عنه ...}سر بديع وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله تعالى ،عوضهم الله بالرضا عنهم ،وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم ،والفوز العظيم ،والفضل العميم .
الثالث:
يفهم من قوله تعالى:{حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...}وقوله في آية أخرى:{لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ...}( الممتحنة: 1 ) .أن المراد بهم المحاربون لله ولرسوله ،الصادون عن سبيله ،المجاهرون بالعداوة والبغضاء ،وهم الذين أخبر عنهم قبل بأنهم يتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ،فتشمل الآية المشركين وأهل الكتاب المحاربين المحادين لنا ،أي الذين على حد منا ومجانبة لشئوننا ،تحقيقا لمخالفتنا ،وترصدا للإيقاع بنا .وأما أهل الذمة الذين بين أظهرنا ،ممن رضي بأداء الجزية لنا وسالمنا ،واستكان لأحكامنا وقضائنا ،فأولئك لا تشملهم الآية ،لأنهم ليسوا بمحادّين لنا بالمعنى الذي ذكرناه ،ولذا كان لهم ما لنا ،وعليهم ما علينا ،وجاز التزوج منهم ،ومشاركتهم ،والاتجار معهم ،وعيادة مرضاهم ،فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم يهوديّا ،وعرض عليه الإسلام فأسلم – كما رواه البخاري . xxv
وعلى الإمام حفظهم والمنع من أذاهم ،واستنقاذ أسراهم ،لأنه جرت عليهم أحكام الإسلام ،وتأبد عهدهم ،فلزمه ذلك كما لزم المسلمين – كما في ( الإقناع ) و( شرحه ) .
وقال ابن القيّم في ( إغاثة اللهفان ) في الرد على المتنطعين الذين لا تطيب نفوسهم بكثير من الرخص المشروعة: ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب من دعاه فيأكل طعامه ،وأضافه يهودي بخبز شعير وإهالة سنخة ،وكان المسلمون يأكلون من أطعمة أهل الكتاب ،وشرط عمر رضي الله عنه ضيافة من مرّ بهم من المسلمين وقال: أطعموهم مما تأكلون .وقد أحل الله عز وجل ذاك في كتابه ،ولما قدم عمر رضي الله عنه الشام صنع له أهل الكتاب طعاما فدعوه فقال: أين هو ؟قالوا: في الكنيسة ،فكره دخولها ،وقال لعليّ رضي الله عنه: اذهب بالناس .فذهب علي بالمسلمين ،فدخلوا وأكلوا ،وجعل عليّ رضي الله عنه ينظر إلى الصورة وقال: ما على أمير المؤمنين لو دخل وأكل .انتهى .
والأصل في هذا قوله تعالى:{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ( 8 ) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} .( الممتحنة: 8-9 ) .
قال السيد ابن المرتضى اليمانيّ في ( إيثار الحق ): عن الإمام المهديّ محمد بن المطهّر أن الموالاة المحرمة بالإجماع هي أن تحب الكافر لكفره ،والعاصي لمعصيته ،لا لسبب آخر ،من جلب نفع أو دفع ضرر ،أو خصلة خير فيه .وسيأتي في أول سورة الممتحنة زيادة على هذا إن شاء الله تعالى ،وبالله التوفيقxxvi .
i في ظلال القرآن ،بقلم سيد قطب 28/8 .
ii بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز 1/456
iii أخرجه أحمد وأبو داود .
iv رواه ابن جرير ،قال ابن كثير: وإلى ما ذكرناه ذهب ابن عباس والأكثرون .وانظر مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني المجلد الثالث ص 459 .
v حكاه الآلوسي .
vi حكاه القرطبي .
vii انظر تفسير المراغي والآلوسي ،والتفسير الوسيط بإشراف مجمع البحوث الإسلامية .
viii الحمد لله الذي وفق:
رواه أبو داود في الأقضية ( 3592 ) والترمذي في الأحكام ( 1372 ) والدارمي في المقدمة ( 168 ) وأحمد في مسنده ( 21502-21556-21595 ) عن أناس من أهل حمص من أصحاب معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال:"كييف تقضي إذا عرض لك قضاء "؟قال:"أقضي بكتاب الله ،قال:"فإن لم تجد في كتاب الله "؟قال: فبسنة رسول الله ،قال:"فإن لم تجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله "؟قال: أجتهد رأيي ولا آلو ،فضرب رسول الله صدره وقال:"الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله ".قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل .وقال الزيلعي في نصب الراية: وأخرجاه أيضا عن أناس من أصحاب معاذ أن رسول الله ... مرسلا ،قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،وليس إسناده بمتصل ،انتهى .وقال البخاري في"تاريخه الكبير ": الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي عن أصحاب معاذ عن معاذ ،روى عنه أبو عون ،ولا يصح ،ولا يعرف إلا بهذا ،مرسل ،انتهى .وفيه كتاب .ورواه النسائي في آداب القضاء ( 5399 ) والدارمي في المقدمة ( 167 ) عن شريح أنه كتب إلى عمر يسأله فكتب إليه أن اقض بما في كتاب الله فإن لم يكن في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولم يقض به الصالحون فإن شئت فتقدم وإن شئت فتأخر ،ولا أرى لتأخر إلا خيرا لك ،والسلام عليكم .
ix مهلا يا عائشة إن لله يحب الرفق:
رواه البخاري في الأدب ( 6024 ) ومسلم في السلام ( 2165 ) من حديث عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم ،قالت عائشة: ففهمتها فقلت: وعليكم السام واللعنة ،قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مهلا يا عائشة ،إن الله يحب الرفق في الأمر كله "فقلت: يا رسول الله ،أو لم تسمع ما قالوا ؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قد قلت: وعليكم ".
x نقلا عن تفسير القرطبي ،وصفوة التفاسير للصابوني 3/339
xiإذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان:
رواه البخاري في الاستئذان ( 6290 ) ومسلم في السلام ( 2184 ) من حديث عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس من أجل أن يحزنه "
xiiانظر مختصر تفسير ابن كثير ،تحقيق الصابوني 3/463
xiii والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه:
روه مسلم في الذكر ( 2699 ) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ،ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ،والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ،ومن سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ،ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ".
xiv ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو:
رواه مسلم في البر والصلة ( 2588 ) ،والترمذي في البر والصلة ( 2029 ) وأحمد ( 7165-8782 ) والدارمي في الزكاة ( 1676 ) من حديث أبي هريرة ،وقال الترمذي: حديث حسن صحيح .
xv لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه:
رواه البخاري في الاستئذان ( 6269 ) ومسلم في السلام ( 2177 ) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يقيم الرجلُ الرجلَ من مجلسه ثم يجلس فيه ".
xvi من أحب أن يمثل له الرجال قياما:
رواه أبو داود في الأدب ( 5229 ) والترمذي في الأدب ( 2755 ) من حديث أبي مجلز قال: خرج معاوية على بن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير ،فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار "
وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن .
xvii قوموا إلى سيدكم:
رواه البخاري في الجهاد ( 3043 ) ومسلم في الجهاد ( 1768 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد – هو ابن معاذ – بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه فجاء على حمار فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قوموا إلى سيدكم ".فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:"إن هؤلاء نزلوا على حكمك "،قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبي الذرية ،قال:"لقد حكمت فيهم بحكم الملك ".
xviii ليليني منكم أولو الأحلام والنهى:
رواه الترمذي في الصلاة ( 228 ) وأحمد في مسنده ( 4360 ) من حديث عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ،ثم الذين يلونهم ،ثم الذي يلونهم ،ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ،وإياكم وهيشات الأسواق ".
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب .
والنسائي في الإمامة ( 807 ) وابن ماجة في إقامة الصلاة ( 976 ) من حديث أبي مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول:"لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم "قال أبو مسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافا .
xix والله في عون العبد:
تقدم تخريجه ،انظر هامش ( 13 ) .
xx إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما:
رواه مسلم في صلاة المسافرين ( 817 ) وابن ماجة في المقدمة ( 233 ) من حديث عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال: من استعملت على أهل الوادي ؟فقال: ابن أبزى ،قال: ومن ابن أبزى ؟قال: مولى من موالينا ،قال: فاستخلفت عليهم مولى ،قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل وإنه عالم بالفرائض ،قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال:"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ".
xxi مختصر تفسير ابن كثير ،المجلد الثالث ص 465 .
xxii ما ترى دينارا:
رواه الترمذي في تفسير القرآن ( 3300 ) من حديث علي بن أبي طالب قال: لما نزلت:{يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:"ما ترى ،دينارا ؟"قلت: لا يطيقونه ،قال:"فنصف دينار "؟قلت: لا يطيقونه ،قال:"فكم "قلت: شعيرة ،قال:"إنك لزهيد "،قال: فنزلت:{أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات ...} الآية .قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة .
وقال: هذا حديث حسن غريب .
xxiii التفسير المنير ،دار الفكر المعاصر ،بيروت لبنان ،الجزء 28 ص 48 .
xxiv صفوة التفاسير .
xxv أخرجه في: 75- كتاب المرضى ،11 – باب عيادة المشرك ،حديث رقم 714 ،عن أنس .
xxvi تفسير القاسمي ،المجلد السابع ،دار إحياء التراث العربي .بيروت لبنان ص 59-60 .