/م4
المفردات:
يكفر عنه سيئاته: يغفرها له .
يعظم له أجرا: بالمضاعفة .
التفسير:
5-{ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} .
هذه أوامر الله وتشريعاته ،أنزلها إليكم في حكم المطلقات والمعتدات ،فراقبوا الله مراقبة عامة ،وراقبوه في تنفيذ أحكام المطلقات مراقبة خاصة ،ومن يتق الله ويراقبه ،ويتحصن بتقوى الله وخشيته ،يغفر له ذنوبه ،ويضاعف له الثواب والأجر .
وقد أورد في ظلال القرآن كلاما طويلا جميلا ،خلاصته عناية الإسلام بالأسرة وبالزواج ،وبتزويج الفقراء والتعاون معهم ،واعتبار الزواج ميثاق غليظا ،وحثّه على المحافظة على الزواج ،وعدم التَّسرع في فصم العلاقة الزوجية ،حيث قال تعالى:{وعاشروهنّ بالمعروف فإن كرهتموهنّ فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} .( النساء: 19 ) .
ثم أمرنا عند النشوز أو الإعراض من أحد الزوجين بدراسة الحالة ،واستماع وجهة النظر الأخرى ،ومحاولة الصلح بالجهود الذاتية ،فإذا تعسَّر ذلك على الزوجين ،وخيف اتّساع النزاع ،وجب أن نختار حكمين من أهل العقل والحكمة لدراسة الحالة ومحاولة الصلح .
فإذا تعسَّرت كل الطرق لم يبق أمامنا إلا الطلاق بشروطه وآدابه المذكورة في صدر سورة الطلاق ،وكلها شروط تقصد إلى هدوء النفس ،والتريث والانتظار رجاء الرجوع والعدول عن الطلاق ،والعودة إلى نظام الأسرة وتعاون الزوجين .
ونلاحظ أنّ سورة الطلاق حافلة بمؤثرات متعددة تحث على تقوى الله والتوكل عليه ،وتحذر من الظلم والعدوان ،ذلك لأن المطلِّق والمطلَّقة ربما حملهما الطلاق على كيد أحدهما للآخر أو ظلمه ،فحذّر الله من الظلم والعدوان ،وحث على التقوى ومراقبة الله ،والعشرة بالمعروف أو الفرقة بالمعروف .
وهي آداب سامية تعتز بها أمة الإسلام ،ويعتز بها المسلم الذي يجد في كتاب ربه أبواب السعادة والتوفيق في الدنيا والآخرة .
قال الضحاك: من يتق الله في طلاق السنّة ،يجعل له من أمره يسرا في الرجعة .