/م11
المفردات:
عبس: قطّب ما بين عينيه .
بسر: كلح وجهه .
لواحة: من لوّحته الشمس ،إذا سوّدت ظاهره وأطرافه .
البشر: واحدها بشرة ،وهي ظاهر الجلد .
التفسير:
21 ،22 ،23 ،24 ،25- ثم نظر* ثم عبس وبسر* ثم أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحر يؤثر* إن هذا إلا قول البشر .
ثم أعاد النظر والتّروي ،والتأمّل في الطعن في القرآن ،ثم قطّب وجهه لمّا لم يجد مطعنا يطعن به القرآن ،وكلح وجهه ،وتغيّر واكفهّر ،وأظهر الكراهة ،ثم أعرض عن الإيمان ،واستكبر عن الانقياد ،والإصغاء للقرآن ،وجاء بقول يخالف ضميره فقال:
إن هذا إلا سحر يؤثر .
ما هذا إلا سحر ينقل ويروى ويحكى ،نقله محمد عن غيره ممن قبله ،وحكاه ورواه عنهم ،فليس بكلام الله .
إن هذا إلا قول البشر .
اختلقه محمد من عند نفسه ،ونسبه لله زورا .
وقد رأيت أن القرآن الكريم جاء بكلمة ثم .بعد الآيات ( 19 ،20 ،21 ،22 ) ليبين أنه كان يتروّى ويتأنّى بعض الوقت في تفكيره ،لكن الآية ( 25 ) جاءت بدون حرف العطف للإفادة بأنه قال: إن هذا إلا سحر يؤثر ،وأتبع بعده بدون فاصل: إن هذا إلا قول البشر .
أي: أسرع في اتهام القرآن بأنه سحر ،وبأنه قول البشر ،بدون تأنّ أو تفكير ،كما يقول الإمام الزمخشري في تفسير الكشّاف .
وبعد أن عرض القرآن تهمه الباطلة ،وتفكيره المستكبر عن الحق ،أتبع ذلك بمآله الذي ينتظره .