قوله تعالى:{فجعلناها} أي صيرناها ؛واختلف المفسرون في مرجع الضمير المفعول به ؛فقيل: يعود على القرية ؛لقوله تعالى في سورة الأعراف:{واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت}؛فيكون مرجع الضمير مفهوماً من السياق ؛وقيل: يعود على العقوبة .أي فجعلنا العقوبة ؛لقوله تعالى:{فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين * فجعلناها نكالًا}؛فيكون المعنى: فجعلنا هذه العقوبة نكالاً ..
قوله تعالى:{نكالًا}: النكال ،والتنكيل أن يعاقب الإنسان بعقوبة تمنعه من الرجوع إلى ما عوقب عليه ..
قوله تعالى:{لما بين يديها وما خلفها}: اختلف في مرجع الضمير"ها "؛فقيل: يرجع إلى القرية ؛فيكون:{لما بين يديها}: ما قرب منها من القرى من أمامها ؛و{ما خلفها}: ما كان من القرى من خلفها ؛لأن أهل القرى علموا بما نزل بها من العقوبة ،فكان ذلك نكالاً لهم ؛وقيل: إن المراد ب"ما بين يديها ": ما يأتي بعدها:"وما خلفها ": ما سبقها ؛ولكن في هذا إشكالاً ؛لأن من سبقها قد مضى ،فلا يكون منتفعاً ،ولا ناكلاً إلَّا أن يراد ب "ما بين يديها "من عاصرها ،و"ما خلفها ": من يأتي بعدهم ،ويكون"الخَلْف "هنا بمعنى الأمام ،كما جاء"الوراء "بمعنى الأمام في قوله تعالى:{وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً} [ الكهف: 79] ..
قوله تعالى:{وموعظة للمتقين} أي موضع اتعاظ للذين يتقون الله ..
/خ66