بعد أن بين الله دلائل التوحيد البيانَ الشافي ،وبيّن بعض نِعمه على عباده ،ضرب هنا مثَلين يؤكد بهما إبطالَ عبادة الأصنام والشرك .
المثل الأول: عبد مملوك لا يقدِر على شيء ،ورجل حر كريم غنيٌّ كثير الإنفاق سِراً وجهرا ،{هَلْ يَسْتَوُونَ} ،هل يجوز أن يكونا سواءً في الكفاية والمقدرة !!وعلى هذا ،فكيف يجوز أن يُسوَّى بين الله القادر الرازق ،وبين الأصنام التي لا تملك شيئاً ولا تقدر على النفع والضرر !!{الحمد لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ،إن الثناء كلَّه والحمد لله ،وإن أكثر هؤلاء لا يعلمون ،فيضيفون نعمه إلى غيره ،ويعبدون من دونه .والتعبير بقوله: «هل يستوون » بالجمع ،ولم يقل: هل يستويان ؛لأنه أراد النوع ،يعني: هل يستوي العبيد والأحرار ؟.