السفيه وجمعه سفهاء: الجهال ،ضعاف العقول .
ولاه عن الشيء: صرَفه .
القبلة: ما يستقبل الإنسان ..ثم خصه بالجهة التي يستقبلها المسلمون في الصلاة .لما هاجر الرسول الكريم إلى المدينة مكث ستة أو سبعة عشر شهرا يصلي متوجهاً إلى بيت المقدس .وفي شهر رجب من السنة الثانية من الهجرة أوحي إليه أن يتوجه بالصلاة إلى الكعبة كما يقول ابن عباس .فغضب اليهود من تحويل القبلة هذا ،وجاء نفر من أحبارهم منهم: رفاعة بن قيس وكعب بن الأشرف والربيع ابن أبي الحقيق ،فقالوا: يا محمد ،ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه ؟!ارجع إلى قبلتك نتبعك ونصدقك .وما كانت أقوالهم هذه الا كذباً ،وما أرادوا بذلك الا فتنة النبي صلى الله عليه وسلم .فأنزل الله تعالى:{سَيَقُولُ السفهآء مِنَ الناس ..} الآية .
سيقول الذين ضعُفت أحلامهم وأضلتهم أهواؤهم من اليهود والمنافقين والمشركين: أي شيء صرفهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟.
قل يا محمد ،إنّ جميع الجهات لله لا فضل لجهة على أُخرى ،وليست صخرة بيت المقدس بأفضل من سائر الصخور ،وكذلك الكعبة والبيت الحرام .وإنما جعل الله للناس قبلة ،لتكون جامعة لهم في عبادتهم ،والله وحده هو الذي يختار ما يشاء ليكون قبلة للصلاة .وهو يهدي بمشيئته كل أمة من الأمم ويلهمها ما فيه الخير لها .