غفرانك: نطلب مغفرتك .
بهاتين الآيتين الكريمتين تُختتم هذه السورة الكبيرة التي هي أطول سورة في القرآن .هما تمثلان بذاتهما تلخيصاً وافياً لأعظم قطاعات السورة يصلح ختاماً لها متناسقاً مع موضوعاتها وجوّها وأهدافها .
فقد افتتح سبحانه هذه السورة العظيمة ببيان أن القرآن لا ريب فيه وأنه هدى للمتقين ،وبيّن صفات هؤلاء ،وأصول الإيمان التي أخذوها بها ،ثم ذكر الكافرين والمنافقين ،ثم أرشد إلى كثير من الإحكام كما قدمنا في أول السورة .وهنا اختتم السورة بالشهادة للرسول وللمؤمنين ،كما لقّنهم من الدعاء ما يرضيه ويطهرُ نفوسهم من الأدناس .وأخيرا وصلوا إلى طريق السعادة ،وفازوا بخير الدارين ..وهذا منتهى الكمال الانساني وغاية ما تصبوا إليه نفوس البشر .
آمن الرسول بما جاء به الوحي من عند الله ،وآمن معه المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله .ومن فضيلة هذا الدين أن المؤمنين به يحترمون جميع الأنبياء والرسل لا يفرّقون بين أحد منهم ،وهذه ميزة لهم على غيرهم من أهل الكتاب الذين يقولون: نؤمن ببعضٍ ونكفر ببعض .
ويقول المسلمون: لقد بلّغنا الرسولُ الكريم تنزيل الله المحكم ،واستجبنا لما فيه وأطعنا أوامره ،فاغفر لنا ربّنا ذنوبنا ،إليك وحدك المرجع والمآب .