لا يزال الكلام موجَّهاً إلى بني إسرائيل ،وأحبارهم على الخصوص .لقد وبخهم الله على اعوجاج سيرتهم ،وفساد أعمالهم ،فقد كانوا يتلون التوراة ولا يعملون بما فيها ،كانوا يأخذون ما يوافقهم ويتركون ما يعارض شهواتهم وأهواءَهم .وقد جاء في عدة مواضع من التوراة نبأ البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ،فحرّفوا هذه البشارة ،وأولوها بما يوافق هواهم ،حتى إن بعض أحبارهم كان ينصح سراً بالإيمان بمحمد لمن يحب ،ولا يعمل بذلك .
{أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} يعني: ألا يوجد فيكم عقل يردكم عن هذا السفه ؟
ومع أن الخطاب لليهود ،وهذا حالهم ،فإنه عامٌ وعبرة لغيرهم .