ما زال السياق في الكلام على بني إسرائيل ،واذكر أيها الرسول الكريم قول موسى لقومه يوم عبدوا العِجل حين كان غائباً عنهم يناجي ربه: يا قومي ،لقد ظلمتم أنفسكم باتخاذكم عجل السامريّ معبوداً من دون الله ،فتوبوا إلى خالقكم وارجعوا عن هذه الجريمة ،فاقتلوا أنفسكم ندماً على فعلتكم وتكفيراً عن معصيتكم .
روي أن موسى لما رجع من ميقات ربه ،رأى ما صنع قومه بعده من عبادة العجل ،فغضب غضباً شديداً ،ورمى بالألواح من يده ،ثم أحرق العجل الذي صنعوه .ثم قال: من كان من حزب الرب فليُقبل إلي ،فأجابه بنو لاوي ،فأمرهم أن يأخذوا السيوف ،ويقتل بعضهم بعضا .وإنها لكفارة عنيفة ،وتكليف مرهق ،كان لا بد منه لتطهُر تلك النفوس الشريرة المنغمسة في عبادة المادة المتجسدة بالعجل الذهبي .وإذ فعل بعضهم ما أمر به موسى ،قُبلت توبتهم ،وتدراكتهم رحمة الله التي تسع كل شيء .