القرح: الجرح ،والمراد هنا كل ما أصاب المؤمنين من مشقات في وقعة أُحد وما تكبدوه من الخسائر .
حسبنا الله: كفانا الله .فانقلبوا: فرجعوا .
في هذه الآية وصف عظيم للمؤمنين الصادقين ،وهم الذين لبّوا دعوة الرسول إلى استئناف الجهاد من بعد ما أصابهم من جرح وآلام يوم أُحُد .لقد اتقوا عصيان ربهم ورسوله الكريم ،فاستحقوا الأجر العظيم على ما قاموا به من جليل الأعمال .
وذلك أن أبا سفيان وأصحابه ،لما رجعوا من أحد ،ندموا وهمُّوا بالرجوع حتى يستأصلوا من بقي من المؤمنين .فبلغ ذلك رسولَ الله ،فأراد أن يُرهبَهم ويريهم القوة من نفسه وأصحابه ،فندب أصحابه للخروج في أثر أبي سفيان ،وقال: لا يخرجنّ معنا إلا من حضر يومنا بالأمس .وهكذا خرج مع جماعة من أصحابه وفيهم عدد من الجرحى قد تحاملوا على أنفسهم ،حتى بلغوا مكانا اسمه«حمراء الأسَد » وعندما سمع أبو سيفيان بخروج النبي وأصحابه في طلبه ،خشي العاقبة ،فأسرع في جماعته منقلباً إلى مكة .