يكوّر الليل على النهار: يلفّ الليلَ على النهار ،والنهارَ على الليل ،ويدخلهما في بعض وذلك بفعل دوران الأرض حول نفسها فيُحدِث الليل والنهار .
لأجل مسمى: يوم القيامة .
خلق الله هذا الكون بما فيه بأبدع نظام وأروع هيئة فهو:{يُكَوِّرُ الليل عَلَى النهار وَيُكَوِّرُ النهار عَلَى الليل}: وهذا تعبير عجيب ينطق بالحقّ والواقع ،فإن تعاقُبَ الليل والنهار لا يحصلان إلا لكروية الأرض ودورانها حول نفسها ،فالتكوير معناه لفُّ الشيء على الشيء على سبيل التتابع ،وهذا لم يُعلم إلا منذ سنين معدودة .وهذا أكبر دليل على أن القرآن ليس من صنع البشر بل{تَنزِيلُ الكتاب مِنَ الله العزيز الحكيم} .
وجعل الشمس والقمر كل منهما يجري لوقت معلوم ،وكذلك دوران الشمس وجريانها لم يكتُشَف إلا بعد الرسول ،وفي بدء دراستنا نحن وأبناء جيلنا مثلاً كان معلمو الجغرافيا يقولون لنا إن الشمس لا تجري ،وكل هذه الكواكب تدور حولها ....
ثم بعد أن بيّن تعالى أن هذا النظام من خلقه وإبداعه ،وأنه مسخّرٌ للإنسان ،ذيّل هذه الآية بقوله:{أَلا هُوَ العزيز الغفار} حتى يبين للناس بأنه غفور رحيم ،فلا يقنطون من رحمته بل يسارعون إلى طلب المغفرة والرجوع اليه .