وعلّمهم أن الأفضلَ لهم أن يصبروا وينتظروا حتى يخرجَ إليهم ،ثم أتبع ذلك قوله تعالى:{والله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} .
هذه السورة كما مرّ في المقدمة من أواخر السور نزولا ،وفيها على قِصَرها قواعدُ وتعاليم للمؤمنين ،وترسيخٌ لإيمانهم ،و تأديبٌ لهم ليتهيأوا لقيادة العالم .
والحُجرات التي ورد ذكرها في الآية الكريمة هي تسعُ حجرات كانت لكل زوجة حجرة من جريد النخل ،وعلى أبوابها المسوح من شعر أسود .وكانت غير مرتفعة يُتناول سقفها باليد ،وفي غاية البساطة .قال سعيد بن المسيب وهو أكبر التابعين في المدينة: وددتُ أنهم تركوها على حالها حتى يراها الناس بما فيها من البساطة ،فيروا ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته ،فيكون ذلك مما يزهِّد الناسَ في التفاخُر والتكاثر .
وقد أُدخلت هذه الحجرات في عهدِ الوليدِ بن عبد الملك بأمرِه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى الناس لذلك .