قوامين لله: دائبين على القيام بعهود الله وأماناته .
شهداء بالقسط: بالعدل .
لا يجرمنكم: لا يحملنكم .الشنئان: البغض الشديد .
بعد أن أمر الله عباده بالوفاء بالعقود عامة ،ثم امتنّ عليهم بإباحة كثير من الطيبات وأمرهم بالطهارة مع رفع الحرج عنهم- دعاهم إلى العدالة المطلقة مع الأولياء والأعداء على السواء .
يا أيها المؤمنون ،حافِظوا على أداء حقوق الله دائماً ،وأدّوا الشهادة بين الناس بالعدل ،فالعدل ميزان الحقوق .وحين يسود الجور والظلم في أمةٍ تزول الثقة في الناس .لذا انتشرت المفاسد وتقطّعت روابط المجتمع في هذه الأيام .
ولا تسمحوا لأنفسكم أن تنساق وراء مشاعركم الخاصة ،فلا يجوز أن يدفعكم بُغضكم الشديد لقوم أن تُجانِبوا العدلَ معهم .إن العدل منكم أقربُ للتقوى وخشية الله ،فاخشوا الله في كل أموركم ،إنه عليم بها ،وسيجازيكم على أساسها .فالعدالة في الإسلام أساس عظيم ترتكز عليه هذه العقيدة المتينة التي ترتقي بها النفوس إلى أعلى مستوى في هذه الحياة .
وقد كثرت أوامر الله في القيام بالعدل ،فأمر به عاماً وخاصاً ،مع المخالفين في الدين ،وفي الحكم والقضاء ،وبين الأولاد والزوجات ،بل أمر به المؤمنَ مع نفسه .