ثم بين الباعثَ على هذه النجوى بالشر والمزَيِّن لها فقال:{إِنَّمَا النجوى مِنَ الشيطان ....} ، إنما الحديث بالسّر والتناجي المثير للشكّ ،من وسوسةِ الشيطان وتزيينه ،ليدخلَ الحزنَ على قلوب المؤمنين ،لكنّ المؤمنين في حِصن من إيمانهم فلا يستطيع الشيطان أن يضرَّهم ،ولا تنالهم أية مضرّة إلا بمشيئة الله .
{وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المؤمنون} ، في جميع أمورهم ،ولا يخافوا أحداً ما داموا محصّنين بالإيمان والاتكال على الله .
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة النهيُ عن التناجي إذا كان في ذلك أذىً لمؤمن.عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه ،فإن ذلك يُحزِنه» رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود .