تفسّحوا في المجالس: توسّعوا .ولْيفسحْ بعضكم لبعض .فسح له في المجلس: وسّع له ليجلس .يفسح الله لكم: في رحمته ويوسع لكم في أرزاقكم .
انشُزوا: انهضوا لتوسعوا للقادمين .
يرفع الله الذين آمنوا: يعلي مكانتهم ،ويرفع أهل العلم كذلك .
بعد أن أدّب الكتابُ المؤمنين بأدب الحديث والبعدِ عما يكون سبباً للتباغض من التناجي بالإثم والعدوان ،علّمهم كيف يعاملون بعضَهم في المجالس ،من التوسُّع فيها للقادمين ،والنهوض إذا طُلب إليهم ذلك ،وأشار إلى أن الله يُعلي مكانة المؤمنين المخلصين ،والذين أوتوا العلم بدرجاتٍ من عنده{والله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} .
فالآية فيها أدبٌ جَمٌّ وتشمل التوسع في إيصال جميع أنواع الخير إلى المسلم وإدخال السرور عليه ،كما قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: لا يزالُ اللهُ في عَوْنِ العبد ما دام العبدُ في عون أخيه .
قراءات:
قرأ عاصم: بالمجالس بالجمع ،وقرأ الباقون: بالمجلس على الإفراد ،وقرأ عاصم ونافع وابن عامر انشزوا بضم الشين ،والباقون: انشِزوا بكسر الشين ،وهما لغتان .