الذين نافقوا: أظهروا الإسلام وأضمروا الكفر .
ثم يأتي الحديث عن المنافقين ،وكَذِبهم وخداعهم ،وعدم وفائهم بما قالوا لإخوانهم اليهود الذين اتفقوا على بُغض الرسول الكريم والمؤمنين ،فيقول تعالى تعجّباً من كفرهم وكذبهم ونفاقهم:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذين نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فيكُمْ أَحَداً أَبَداً} .
ألم تَعْجَبْ من حال هؤلاء المنافقين الذين خدعوا إخوانهم في الكفر ،اليهودَ من بني النضير ،حيث قالوا لهم اصمُدوا في دِياركم ولا تخرُجوا ،فإننا سننصركم ،وإن أُخرجْتم من المدينة لنخرجنَّ معكم ،ولا نطيعُ في شأنِكم أحدا أبدا .
{وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ والله يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} ،إن قاتلكم المسلمون قاتلنا نحن معكم .والله يشهد إن المنافقين لكاذبون فيما وعدوا به .