لا تجعل في قلوبنا غِلا: بغضا وحسدا .
ثم جاء المدحُ لمن تبع الأنصارَ والمهاجرين ،وساروا على طريقتهم في كل زمان ومكان إلى يوم القيامة فقال تعالى:{والذين جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الذين سَبَقُونَا بالإيمان}،وهذا يشمل المسلمين الذين اتبعوا الهدى وطبقوا الشريعة ،في كل مكان وزمان .
كما جاء في سورة براءة الآية 100{والسابقون الأولون مِنَ المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}{وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} ،هؤلاء هم المؤمنون حقا ،فهم يستغفرون لأنفسِهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان .( ويشمل هذا جميعَ الصحابة الكرامِ وتابعيهم وكلَّ من سار على هداهم ) ،ثم يزيدون فيدْعون إلى الله أن لا يجعلَ في قلوبهم حَسداً وحِقدا للمؤمنين جميعا ،فكيف ببعضِ من يسبُّ كرامَ الصحابة ،ويُبغضهم !عافانا الله من ذلك وطهّر قلوبنا من الغل والحسد والبغضاء .
فالقرآن تتجلّى عظمته في هذا الربط المتين: ربطَ أول هذه الأمة بآخرها ،وجعلها حلقة واحدةً مترابطةً في تضامن وتكافل وتعاطف وتوادّ ،ويمضي الخَلَفُ على آثار السلف ،صفاً واحدا على هدف واحد ،في مدار الزمان و اختلاف الأوطان .
نسأل الله تعالى أن يجمع كلمةَ العرب والمسلمين ،ويوحّدَ صفوفهم تحت رايةِ القرآن وسنة رسوله الكريم ،إنه سميع مجيب .