لأواه: كثير التأوه ،الخاشع الكثير الدعاء .
حليم: لا يغضب ،هادئ الأعصاب .
ثم أجاب على سؤال قد يخطر بالبال ،فيقال كيف يمنع النبي والمؤمنين من الاستغفار لأقربائهم وقد استغفر إبراهيم لأبيه فقال:
{وَمَا كَانَ استغفار إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} .
ولم يكن ما فعله إبراهيم عليه السلام من الاستغفار لأبيه ،إلا تحقيقا لوعد من إبراهيم له ،وذلك بقوله تعالى:{سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ ربي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً} [ مريم: 47] وبقوله:{واغفر لأبي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} [ الشعراء: 87] .وقد وفى إبراهيم بما وعد .
{فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} .
فلما مات أبوه ولم يؤمن تبين له أنه مات كافرا وأنه عدو الله ،فتبرأ منه وترك الاستغفار له .
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} إن إبراهيم كثير الخشية والدعاء لله ،صبور على الأذى والصفح عن غيره .