كانت هذه الآيات أول ما نزلَ من القرآن في التفرقة بين المنافقين والمؤمنين في القتال ،وقد رويَ عن ابن عباس أنه قال: لم يكنْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعرف المنافقين حتى نزلت سورة براءة .والمراد أنه لم يكن يعرفهم كلَّهم ويعرف شئونَهم بهذا التفصيل حتى نزلت ،ولذلك كان من أسمائها «الفاضحة » ،لأنها فَضَحت أحوال المنافقين .
لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللهِ واليوم الآخر أن يجاهِدوا بأموالهم وأنفسِهم في سبيل الله ،فالمؤمنُ الصادقُ الإيمان يجيب داعيَ الله ورسولهِ حالا ،ولا يستأذن في الجهاد ،لأن صِدق إيمان هؤلاء يحّبب إليهم الجهاد في سبيل الله ،كما قال تعالى:
{إِنَّمَا المؤمنون الذين آمَنُواْ بالله وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أولئك هُمُ الصادقون} [ الحجرات: 15] .
{والله عَلِيمٌ بالمتقين} .
والله يعلم صدق نيات المؤمنين المتقين .