{ وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون60} .
الظن هنا هو التوقع المبني على الظن الذي اختاروه لأنفسهم سبيلا بدل أن يتحروا مستيقنين ، والاستفهام توبيخي إنكاري وطلب لأن يفكروا فيما يتوقعون يوم القيامة ، هل يتوقعون مع افترائهم على الله أن يدخلوا جنات النعيم ؟ أم يتوقعون جزاء وفاقا لما صنعوا في جنب الله تعالى من عصيان وتمرد على أوامره ، بل إنهم ساروا في عصيانهم إلى أبعد أنواع الضلال فافتروا على الله في الحلال والحرام ، فحرموا على أنفسهم نعمه ونسبوا التحريم إليه ، وحللوا ما حرم الله وافتروا كما كانوا يفعلون من الطواف عرايا .
وقد بين سبحانه أنه أنعم عليهم ، وهم الذين غيروا وبدلوا وحرموا طيبات أحلت لهم ولم يشركوا بالطاعة والحمد على ما تفضل به عليهم سبحانه ، فقال تعالت كلماته:{ إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون} في قوله تعالى تأكيد لفضله ب{ إن} المؤكدة وبالجملة الاسمية ، وبأن الفضل يصحب كل تصريفه لأمور العباد تعالى ، فقال سبحانه:{ لذو فضل} مؤكد ذلك باللام .
{ ولكن أكثرهم لا يشكرون} الاستدراك هنا معناه أنه كان حقا عليهم أن يشكروا فاستدرك سبحانه على هذه النتيجة المنطقية وقرر أن أكثرهم عدلوا عنها وانحرفوا عن مسلكها إلى الضلال فكانوا لا يشكرون وجحدوا ، وكان التعبير بالمضارع ؛ لدوام عدم شكرهم وتكرر جحودهم وتجدده آنا بعد آن .
الله تعالى رقيب على العباد
قال تعالى: