{ وبرا بوالديه ولم يكن جبّارا عصيا 14} .
{ إنما} أداة حصر ، أي لست إلا رسول ربك ، أي أنا مرسل من ربك الذي خلقك ويعلم حالك وطهارتك ، وأنه اصطفاك من نساء العالمين ، لتكوني موضع معجزته الكبيرة وهي خلق إنسان من غير أب ، وقوله:{ لأهب لك} اللام متعلقة برسول أي رسالتي لأهب لك ، لأكون أداة هبة لله لك ، أو طريق هبة الله لك ، فليس هو الذي يهب إنما يهب الله تعالى ، وهذا معنى القراءة الأخرى ( ليهب لك{[1465]} بإسناد الهبة لله تعالى مباشرة ، وعلى كلتا القراءتين الهبة من الله تعالى العزيز الوهاب ، والرسالة في قراءة ( ليهب لك ) موضوعها الرسالة وحدها .
وقوله تعالى:{ غلاما زكيا} ، أي غلاما طاهرا ناميا في جسمه ونفسه وروحه ، وكل ما يتصل بالنمو الإنساني الكامل .