قوله تعالى:{قَالَ فَمَن رَّبُّكُما يا مُوسَى 49} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن موسى وهارون لما بلغا فرعون ما أُمرا بتبليغه إياه قال لهما: من ربكما الذي تزعمان أنه أرسلكما إلي !؟زاعما أنه لا يعرفه ؛وأنه لا يعلم لهما إلهاً غير نفسه ،كما قال:{ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي} ،وقال:{لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ 29} .وبين جل وعلا في غير هذا الموضع أن قوله{مِنْ رَبّكُما} تجاهل عارف بأنه عبد مربوب لرب العالمين ،وذلك في قوله تعالى:{قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنزَلَ هؤلاء إِلاَّ رَبُّ السَّماوَاتِ وَالأرض بَصَآئِرَ} الآية ،وقوله:{فَلَما جَاءَتْهُمْ آياتنا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ 13 وَجَحَدُواْ بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْما وَعُلُوّاً} كما تقدم إيضاحه .وسؤال فرعون عن رب موسى ،وجواب موسى له جاء موضحاً في سورة «الشعراء » بأبسط مما هنا ،وذلك في قوله:{قَالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعَالَمِينَ 23 قَالَ رَبُّ السَّماوَاتِ وَالأرض وَما بَيْنَهُما إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ 24 قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلاَ تَسْتَمِعُونَ 25 قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأوَّلِينَ 26 قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ 27 قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ 28 قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ 29 قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيء مُّبِينٍ 30 قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ 31 فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هي ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ 32 وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هي بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ 33} إلى آخر القصة .