قوله تعالى:{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأسْماءُ الْحُسْنَى 8} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه المعبود وحده ،وأن له الأسماء الحسنى .وبين أنه المعبود وحده في آيات لا يمكن حصرها لكثرتها ،كقوله:{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الحي الْقَيُّومُ} ،وقوله:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إلا اللَّهُ} الآية .
وبين في مواضع أخر أن له الأسماء الحسنى ،وزاد في بعض المواضع الأمر بدعائه بها ،كقوله تعالى:{وَللَّهِ الأسْماءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ،وقوله:{قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمانَ أَيًّا ما تَدْعُواْ فَلَهُ الأسْماءَ} وزاد في موضع آخر تهديد من ألحد في أسمائه ؛وهو قوله:{وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كَانُواْ يَعْمَلُونَ 180} .
قال بعض العلماء: ومن إلحادهم في أسمائه أنهم اشتقوا العزى من اسم العزيز ،واللات من اسم الله وفي الحديث الصحيح عن النَّبي صلى الله عليه وسلم «إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحداً ،من أحصاها دخل الجنة » وقد دل بعض الأحاديث على أن من أسمائه جل وعلا ما استأثر به ولم يعلمه خلقه ،كحديث: «أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ،أو أنزلتَه في كتابِك ،أو علمتَه أحداً من خلقِك ،أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك » الحديث .وقوله:{الْحُسْنَى} تأنيث الأحسن ،وإنما وصف أسماءه جل وعلا بلفظ المؤنث المفرد ،لأن جمع التكسير مطلقاً وجمع المؤنث السالم يجريان مجرى المؤنثة الواحدة المجازية التأنيث ،كما أشار له في الخلاصة بقوله:
والتاء مع جمع سوى السالم من *** مذكر كالتاء من إحدى اللبن
ونظير قوله هنا{الأسْماءُ الْحُسْنَى 8} من وصف الجمع بلفظ المفرد المؤنث قوله:{مِنْ آياتنا الْكُبْرَى 23} ،وقوله:{مارِبُ أُخْرَى 18} .